قصة عائلية: سيارة هادي الحسيني سوندرونش ٩١١ داكار
كثيرًا ما تترك ذكريات الطفولة أثرًا لا يُمحى في رحلة المرء. بالنسبة لعشاق السيارات الإماراتيين، هادي الحسيني، جاءت أقوى الذكريات من عطلات نهاية الأسبوع التي قضاها في استكشاف صحاري الإمارات الشاسعة مع والده. أصبحت رائحة الرمال، وإثارة القيادة على الطرق الوعرة، ومشهد السيارات الجديدة في صالات العرض بعد صلاة الجمعة، بذور شغفٍ دام طوال حياته.
يتذكر الحسيني: "كان والدي، رحمه الله، يأخذنا دائمًا في رحلات على الطرق الوعرة في الصحراء، وهنا اكتشفت شغفي بالسيارات". "القيادة في الصحراء أشبه بتعلم لغة جديدة. قراءة التضاريس مهارة، ولا أحد يعلم ما وراء الكثبان الرملية."
لم تكن الصحراء وحدها ما ألهم خياله. خلال ثمانينيات القرن الماضي، حققت بورشه نجاحًا باهرًا، ليس فقط في سباق لومان، ولكن أيضًا في عالم سباقات الراليات الصحراوية الشاق. من سيارة ٩١١ اس سي ار اس إلى سيارة ٩٥٩ الأسطورية، أسرت انتصارات بورشه في داكار قلوب عشاق رياضة السيارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. بالنسبة لهادي، كانت مشاهدة السائق القطري سعيد الهاجري وهو يحقق فوزه في رالي الفراعنة عام ١٩٨٥ بمثابة حلم راوده: يومًا ما، سيُبدع تحية خاصة لرموز بورشه في سباقات الصحراء.
من الحلم إلى الواقع
لننتقل سريعًا إلى رموز بورشه ٢٠٢٢ في دبي، حيث شهدت سيارة ٩١١ داكار ظهورها الإقليمي الأول. بالنسبة لهادي، كانت الشرارة التي حوّلت الحلم إلى حقيقة. بالعمل جنبًا إلى جنب مع برنامج سوندرونش التابع لشركة بورشه إيه جي - والذي يعني "طلب خاص" بالألمانية - بدأ في صنع سيارة ٩١١ داكار مُصممة خصيصًا، أكثر من مجرد سيارة. ستكون بمثابة تكريم لوالده، واحتفال بتراثه الصحراوي، ومصدر إلهام لابنه عبد الله. يقول: "لطالما كان امتلاك سيارة بورشه طموحًا راودني طوال حياتي. وقد زاد تصميمها بالتعاون مع أحبائي من أهميتها". ويضيف: "الآن، أنا وابني عبدالله من أشدّ متابعي رالي داكار. بالنسبة لنا، إنه أكثر من مجرد سباق، إنه جزء من قصتنا".
تصميم الصحراء
لنجعل سيارة ٩١١ داكار تعكس تضاريس الإمارات العربية المتحدة. بالنسبة للتصميم الداخلي، اختار جلد كوهيبا البني مع قماش تارتان ثلاثي الألوان مطوّر حديثًا بلون الكمأة. أما مراكز المقاعد وألواح الأبواب، فقد طُليت بمزيج من البني والكونياك والذهبي، مستوحى من درجات ألوان رمال الصحراء المختلفة، وخاصةً درجاتها الغنية بعد المطر. يقول: "الصحراء أكثر من مجرد كثبان رملية. إنها تحمل ذكريات جميلة، وطبقات من التجارب، ودفءً - أردتُ أن تُظهر السيارة ذلك".
ولإضفاء مزيد من العمق، أُضيفت لمسات خشبية، لتوازن بين الأصالة القوية والأناقة. النتيجة مقصورة مثالية لمغامرة صحراوية أو ركنها في قلب دبي.
للتصميم الخارجي، لننتقل إلى التاريخ. اختار لون إيتنا بلو (واي ٣١)، وهو لون مُعدّل من الطلاء إلى العينة، وكان متوفرًا سابقًا على سيارة بورشه ٣٥٦. يتميز هذا اللون برقة وغنى لونه، فهو يُحاكي لون البنزين، ويُشيد بتاريخ بورشه في سباقات الرالي، مع شعوره بالخلود والرقي.
تسليم الشعلة
بالنسبة لهادي، تُعتبر سيارة سوندرونش ٩ داكار أكثر من مجرد قطعة، إنها إرث عائلي. شارك ابنه عبد الله في كل خطوة من خطوات التصميم، من اختيار المواد إلى لوحات الألوان. يقول: "كان السفر إلى زوفنهاوزن مع عائلتي والسماح لعبد الله بالمساعدة في تصميم السيارة أكثر أهمية من السيارة نفسها".
تعكس هذه اللمسة الشخصية الهدف الأوسع لبرنامج سوندرونش: مساعدة العملاء على التعبير عن تفردهم وتراثهم وأحلامهم من خلال سيارات بورشه الخاصة بهم.
الآن، بصفته أحد منظمي رالي داكار الحديث في المملكة العربية السعودية، اكتملت رحلة هادي. من ذكريات صحراء الإمارات إلى بناء سيارة تُجسّد تلك التجارب، يُلهم الآن ابنه ليُشاركه شغف الطفولة نفسه.
"لطالما كان داكار حدثًا كبيرًا بالنسبة لي. تنظيمه في المملكة العربية السعودية يُشعرني بفخر كبير، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل كعربي أيضًا. آمل أن يقود عبد الله يومًا ما سيارة ٩١١ داكار الخاصة بنا في الرالي، وسأكون مساعده في القيادة."
الخلاصة
قصة سيارة سوندرونش ٩١١ داكار التي يقودها هادي الحسيني ليست مجرد قصة تصميم مُصمم حسب الطلب، بل هي قصة تراث وذكريات وإرث عائلي. من خلال برنامج بورشه الفريد للتخصيص، ابتكر سيارة تُجسّد الأجيال، وتُكرّم الصحراء، وتُلهم الآخرين.
لعشاق السيارات في دبي والإمارات العربية المتحدة، تعكس قصصٌ كقصة هادي الرابط الثقافي الوثيق بين السيارات ورياضة السيارات والتقاليد العائلية، وهو شغفٌ يُغذّي سوق السيارات المستعملة المتنامي في دبي. اكتشف المزيد عن قصص السيارات الفريدة واستكشف تشكيلةً واسعةً من السيارات في أوتو تريدر الإمارات، الوجهة الموثوقة للسيارات المستعملة في دبي.